كنت أسير صباح يوم أمس السبت، آخر أيام شهر مارس على الرصيف المقابل لشاطئ البحر أمام إحدى المقاهي، فإذا بأحد أصدقائي الذين مر ت بضعة أشهر على مقابلتهم، ينادي علي فالتفتت إليه وذهبت لأشاركه تلك الجلسة تحت أشعة الشمس الدافئة الجميلة، وكانت رياح الشرقي المعتـــــادة قوية بشكل لم يكن بإمكان النادل تلبية طلب صديقي، الذي كان يلح على أن يزودنا بمظلة لأن الرياح لم تكن لتسمح بذلك والنادل لم يشأ أن يغامر بمظلة قد يكون بعد ذلك مضطراً إلى الجري وراءها بعيداً ويترك الزبناء الذين كانوا كثرا في ذلك الصباح. جلست بجوار صديقي في ساحة ذلك المقهى الذي لا أفضل كثيراً الجلوس فيه رغم أنني شغوف بجمال الشاطئ وبمنظر البحر والجزيرة. في الحقيقة منظر يجذبني منذ نعومة أظافري ولا يزال جماله في ازدياد رغم مرور الزمن ورغم الابتذال الذي أصاب كل شيء في هذه المدينة...تجاذبنا أطراف الحديث حول ما كان يجري ذلك الصباح على الشاطئ حيث كانت هناك خيام منصوبة وخيالة مصطفون وأفواج من السيارات تسير على رمال الشاطئ أفواجا تلو الأخرى، كانت هناك طوافة يكسر صوت محركها هدوء المكان ويخنق صوت الريح، كانت تحوم فوق رؤوسنا على مقربة من المكان حيث كان يجري على ما يبدو احتفال بالمشاركين في سباق الغزلان للسيارات الذي ينظم سنوياً لفائدة المتسابقات من النساء كتظاهرة سياحية تدخل كمثيلاتها المتعددة في سياق التعريف بالمدينة والمنطقة وبمؤهلاتها السياحية والطبيعية والتاريخية. شيء فريد أثار غضب صديقي وسخطه بشكل لم أكن أتوقعه ، فقد كان بعض السياح يجلسون بالطاولة المجاورة لنا وقد قدمت لهم الجعة في حين طلبت أنا عصير ليمون وصديقي كان قد طلب قهوة سوداء. توجه إلي قائلاً إن هذا استفزاز لمشاعرنا كمسلمين ومس بتقاليدنا فكيف يسمح لصاحب هذا المقهى بأن يقدم المشروبات المحرمة في مكان عام ومفتوح يؤمه الجميع زيادة على وجود أسر صحبة أطفالهم الصغار؟
صحيح أن الخمر يباع بشكل حر، لكن لم يسبق قط أن رأيناه يقدم لرواد المقاهي حتى وإن كانوا غير مسلمين! استمتعت كثيرا بالجلسة تلك وبذلك الجو الجميل والريح والشمس وبقيت أتساءل كيف يمكن التوفيق بين الانفتاح على الآخر والحفاظ على الهوية في نفس الآن
صحيح أن الخمر يباع بشكل حر، لكن لم يسبق قط أن رأيناه يقدم لرواد المقاهي حتى وإن كانوا غير مسلمين! استمتعت كثيرا بالجلسة تلك وبذلك الجو الجميل والريح والشمس وبقيت أتساءل كيف يمكن التوفيق بين الانفتاح على الآخر والحفاظ على الهوية في نفس الآن
5 comments:
un jour... ces dessins seront des sons et des mots pour moi aussi.
Si la Vie me garde assez longuement pour que j'apprenne...
J'admire ton amour pour notre langue , L'Arabe, et je te promet que je n'épargnerai aucun effort pour te venir en aide pour réaliser ce souhait .
Permettez-moi Rêveur, je me ferai la promesse de moi-même à moi même. Parce que... peu importe le professeur, c'est l'ardeur et l'effort de l'élève qui compte pour la prouesse.
thank you so much for your comment.
i find it touching :-)
it was great discovering you..
You're welcome,Sham. The pleasure is mine. I'm the one who feels lucky to have discovered you, first because your blogs are so interesting, then because you're a girl of principles.
Post a Comment